عبد العزيز بن عثمان بن سليمان الحقيل

تاريخ الميلاد: 1340هـ

مكان الميلاد: حاير سدير

تاريخ الوفاة: 23 شعبان عام 1411هـ

التعليم:

المهنة: سائق في مديرية الزراعة بالمجمعة

ترجمة الوالد عبد العزيز بن عثمان بن سليمان بن محمد بن حمد بن عثمان بن حمد بن سليمان بن عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن حقيل.

ولد في حاير سدير عام 1340هـ.

توفي في المجمعة في 23 شعبان عام 1411هـ.

أخلاقه: كان سمحاً لطيفًا دمث الأخلاق حسن المعشر محبوبًا بين أقربائه ومن حوله من المعارف بعيدًا عن المشاكل.

مواقف: قصته الطريفة مع ولد البدوي الممسوس:

بعد نهاية فصل الربيع في أحد الأعوام -وكعادة آبائنا الأولين- يذهبون إلى بعض مواطن الربيع بعد أن يذبل ويحشُّون العشب بالمقشعة ويدّخرونه في أماكن خاصة في بيوتهم لتقديمه علفاً لماشيتهم، وبينما الوالد كان في روضة جوي يقشع ويجمع العشب مرّ به أعرابيّ معه ولد ممسوس ويبحث عن أحد يقرأ عليه فقال له الوالد يمكن تلقى أحد في جوي وإن كان تبيني أقرأ عليه مايخالف، (وكان الوالد رحمه الله يحفظ شيئا من القرآن) فبدأ يقرأ على الولد فأصابت الوالد رعشة وخوف شديدين وسمع الجني يقول على لسان الممسوس: القرآن هو القرآن لكن اللي يقرأ غير اللي يقرأ . وهرب بعيدًا متعذرًا بقضاء الحاجة وتركهم وترك ما جمعه من العشب.

قصته مع العتيقي (تفريج كربة):

يروي أحد أبناء عبد المحسن العتيقي أنه كان يقود سيارته مهمومًا من عدم تمكنه من صرف مبلغ من المال من البنك الذي كان مغلقًا في إجازة العيد وصادف والدي في الطريق راجلاً فعرفه وتوقف لإيصاله لمنزله ولما ركب معه رأى عليه علامات الهم والحزن فسأله: مابك؟ فذكر له الذي أهمه، فغضب عليه الوالد وقال له هذا بسبب تفريطك وتقصيرك وكان من المفترض أن تبادر قبل الإجازة، فأصابه من الهم فوق الهم الذي به ولما وصل منزل الوالد قال له: اصبر لا تروح شوي وأجي، فدخل الوالد المنزل وجاء بمبلغ من المال يقدر ب700ريال وأعطاه إياه وقال له دبر بها حاجتك ومتى ما تيسرت رجعها، فانقلب همه فرحًا وتهلل وجهه وشكر الوالد ودعا له.

زواجه

تزوج والدي رحمه الله تعالى -قبل زواجه من والدتي- من اثنتين من بنات عمه عبد الله، كانت زوجته الأولى نوره بنت عبدالله ولم تدم معه طويلاً ويقال إنه أسقطت حملها وتوفيت إثر ذلك ثم تزوج أختها موضي وقد حالت ظروف خاصة دون استمرار الزواج وطلقها بالإحسان بناءً على رغبتها.

زواجه من والدتي

كان يمرّ ببلدة الحاير بين الفينة والأخرى راعٍ يسوق غنمه من جهة الداهنة وترافقه فتاة في مقتبل العمر وهي أخته اليتيمة الأبوين وكانت ملازمة له طول الوقت حيث لم يعد لها أحد يرعاها ويخاف عليها إن تركها عند أقاربه، وقد تعرف على أبي وعرف عن خلقه وقصة زواجه السابق وقد عرض عليه أخته للزواج وقال لا أدري ماذا يحصل لي ولمن أتركها وأنت رجل طيب وستحفظها بإذن الله فتزوجها والدي وكانت والدتنا نورة بنت سعيد العتيبي وأخاها خالنا محمد.

أولاده وأحفاده

أنجبت والدتي عشرةً من الأولاد توفي منهم خمسة في سن الطفولة بسبب الأمراض وهم (مساعد، فهد، محمد، إبراهيم، الجوهرة) إضافة إلى أخي الأصغر خالد رحمه الله توفي في سن الشباب في حادث مروري.

والباقون الأحياء هم (عبد الرحمن، أحمد، عثمان، عبد الله)

  • إخوانه: أعمامي محمد وصالح وحمد رحمة الله عليهم جميعا (من الأب).
  • أخواته: منيرة وسارة وحصة وهيا (شقيقات).
  • ونورة وشيخة والجوهرة (من الأب).

عمله الحكومي:

عمل في مديرية الزراعة بالمجمعة سائقًا لآلية تسمى الدركتل، ولما تقاعد عمل لديهم مستخدمًا على بند الأجور، ثم تركهم واتجه للفلاحة في مزرعة رشيدانه ومكث فيها ما يقرب من خمس سنين.

يروي لي العم الدكتور سليمان بن عبد الرحمن أبوطالب عن صفات الوالد رحمه الله وقد عاصره منذ نعومة أظافره حيث يقول: أنه كان ذا مروءة وشهامة وصلة رحم وكان يحاول جاهدًا لدرء المشاكل والوقوف أمام أية مشاكل بين والده وأعمامه وكان منصفًا غير منحاز لوالده طالبًا للحق، وكان هادئًا سمحًا لا يتدخل فيما لا يعنيه ولا تظهر منه إلا الكلمة الطيبة، وكثير ممن حوله يقولون إن عبد العزيز لا يعمل شيئًا إلا فيه خير ولو بدا لهم غير ذلك، وكان عافًّا كافًّا لا يتعرض لأحد بلسانه ولا بيده،

وقال ومع أنه قليل ذات اليد إلا أنه كان كريمًا، وقد كانت أحوال والده (جدي عثمان)المادية ليست جيدة حيث توسع في أعمال الزراعة ولم يكتب له النجاح وخسر كثيرًا وانعكس ذلك سلبًا على حال والدي ومن حوله ، ولمّا كان والدي هو أكبر أبناء الجد عثمان فقد وكل إليه فلاحة مزرعة أم خيسة في جوي وكان انتاجها قليلاً، ويذكر أبوطالب أنه كان يذهب لأم خيسة لغرض الصيد (وكان عمره 12 عاما) ويجلس مع والدي ويسولف عليه وكان يعامله معاملة الرجال، وشاهده أبو طالب إذا جاء موسم التمر أتى إليه بعض الناس من البادية الفقراء حاملين محافرهم فيقوم بإعطائهم من ثمر النخل ولا ترد يده ولا يدري عنه أحد.

وعن شجاعته وحزمه أخبرني أبوطالب أن والدي إبّان فلاحته لأحد المزارع، كانت العادة في موسم السيول أن أهل النخيل يحبسون المياه لتبقى مدة طويلة في محيطها لتنتفع بها، وخاف أهل البيوت التي حولها أن يتسبب تجمع المياه بكميات كبيرة في جرف الحبوس الترابية واندفاعها نحو منازلهم وتخريبها مع أنه لم تجر العادة حدوثه في سنين مضت، فحاول مجموعة -يقدرون ب20رجلا- أن يفتحوا في الحبوس طريقا لسريان المياه قبل تجمعها واندفاعها بقوة نحو منازلهم، ولما علم بذلك العم عبدالرحمن أرسل أبو طالب وعبدالعزيز العبدالله فلما وصلوا للمزرعة وجدوا الوالد قد وقف لتلك المجموعة بحزم ومنعهم من ذلك، وحذرهم من الاقتراب من الحبس، وقام بدفع من تقدم منهم نحو أصحابه ثم ولّوا جميعًا ولم يتجرأ أحد منهم للعودة مرة أخرى))

وفاته رحمه الله تعالى: مرض مرضًا شديدًا، حيث أُصيب بالتهابات رئوية حادة وكحة كتمة نفس دخل على إثرها مستشفى المجمعة ولم يلبث بها طويلاً حتى وافاه الأجل صباح يوم 23شعبان1411هـ رحمه الله تعالى.

بقلم ابنه: عثمان بن عبد العزيز الحقيل