عثمان بن سليمان بن محمد الحقيل

تاريخ الميلاد: 1285 تقريبا
مكان الميلاد: الحاير
تاريخ الوفاة: 1381هـ
التعليم:
المهنة:
هو جدي عثمان بن سليمان بن محمد بن حمد بن عثمان الحقيل، ولد في الحاير عام 1285 تقريبا، وتوفي عام 1381هـ، وعمره ستة وتسعون سنة.
وله من الأبناء: عبد العزيز، ومحمد، وصالح، وحمد، وهؤلاء لهم أولاد كثير، وبورك في ذريته فكانوا أكثر أفرع السليمان عددا، وربما أكثر أهل الحائر أولادا وأحفادا.
وله من البنات: سارة ومنيرة وحصة وهيا ونورة وشيخة.
وفي شبابه سافر للزبير لاستلام إرث موضي بنت عثمان بن عبد الله بن حمد الحقيل، وكان عصبتها والده سليمان، وعمه عبد العزيز، فهي ابنة ابن عمهم عثمان بن عبد الله، والذي يظهر أنها لم تنجب أو أن أولادها ماتوا معها أو قبلها في وباء أو نحوه، كما أخبرني بذلك إبراهيم المحمد البراهيم الحقيل، ويراجع في ذلك ترجمة عبد الله بن حمد بن عثمان الحقيل، ففي ثناياها ذكر لهذه القصة. وأخبرني عمي صالح أن جدي عثمان سافر مع أحد أفراد أسرة الأحيدب من جلاجل لاستلام الإرث؛ فالظاهر أن زوجها من الأحيدب، واستلم جدي الإرث مع الأحيدب، واشترى به بواريد (بنادق) لحاجتهم إليها في حماية القافلة من اللصوص إلى أن يصلوا إلى نجد، ثم إلى الحاير، وأيضا لحاجتهم في الحاير إليها في حماية أنفسهم؛ لأنه لا يسكن شعيب الحاير سواهم ومن يعملون عندهم، وكان الخوف آنذاك شديد.
وكني جدي عثمان بأبي الحظين؛ لأن أموره كانت تتيسر، ويحالفه الحظ في كل أمر يدخله، ولا يبيع شيئا إلا كسب فيه، حتى اقتسم حلاله مع إخوانه وانفرد عنهم، فلحقته خسائر كبيرة، وذلك أن جدي عثمان كان أكبر إخوانه، وهم حمد وعبد الله وإبراهيم وعبد الرحمن وعبد الكريم، وهو رئيسهم بعد وفاة والده الجد سليمان، إلى أن اقتسموا المال والنخيل، فاستقل بأملاكه التي كانت مفرقة، وفيها أسبال وأثلاث، فأتعبه العمل فيها، وتتابعت خسائره حتى لحقته ديون كثيرة، تولى عمي صالح المسئولية عن سدادها بعد وفاته.
وأخبرني إبراهيم المحمد البراهيم الحقيل عن والده أن أحد أفراد أسرة العبد الجبار كان مشهورا بالحكمة، وأشار على جدي عثمان بأن يجمع أملاكه في مكان واحد ليسيطر عليها، ولا يتشتت، لكنه لم يأخذ برأيه، وكان له في كل ملك نصيب، فاحتاج إلى عمال في كل مكان، وهذا من أسباب خسارته، وتبدل حاله.
وجرى بين جدي عثمان السليمان وجدي لأمي عثمان العبد العزيز خلافات حول بعض الأملاك، وأيضا على نخلة الجد، وهي نخلة الجد حمد راعي العطينة، واتصلت المطالبات بينهم إلى سبع سنوات، ومن عجيب أمرهم، وصفاء قلوبهم؛ أنهم يذهبون للقاضي سويا، ويرجعون سويا، ففي يوم جلسة القضاء يمر أحدهم على الآخر ويتقهوى عنده، ثم يذهبون للمحكمة، وإذا خرجوا ميلوا على أحمد المحرج، ولد أخت عثمان السليمان وتقهوو عنده، ثم عادوا إلى الحائر. وأخبرتني عمتي نورة -أخت والدي الكبرى- أن والدها جدي عثمان كان صاحب ديانة، وله معرفة بأسر سدير وأنسابها وأصهارها.
وأخبرني عمي صالح أن بعض الأسر في جوي سدوا السيل عن النخل، وقد كف جدي سليمان، فذهب ابنه عثمان إلى من أغلقوا السيل، فلما رأوا جدي عثمان هربوا إلى تلعة الذيب، وفجر السيل إلى نخل الحاير.
وأخبرني إبراهيم المحمد البراهيم الحقيل عن والده -شفاه الله تعالى- يحدث فيقول: في قضية من القضايا حضر عمي عثمان مجلس القضاء وبينه وبين أحدهم خصومه، ومع القاضي مهفة (مروحة من الخوص لها عصا يمسكها من يتروح بها) يروح بها عن نفسه، فإذا أصدر حكما على أحد المتقاضين، مال عليه بمهفته يطرقه بها وهو يقول: اقبل الحكم.. اقبل الحكم.. فلما هوى بها على عمي عثمان أمسك يده، وقال: يا شيخ.. الحكم أقبله، ويدك كفها..
وحدثني عمي صالح مرارا، كما حدثني أبي وغيرهما أن ابن رشيد خيم في أم خيال قرب الجوي، وغارت سرية من سراياه على الجوي فلجأ بعض أهلها إلى الحاير، وما كان الحاير على طريق ابن رشيد وسراياه، فلا يعرفونه، لكنهم تتبعوا الهاربين من جوي إلى الحاير فعرفوه، وقصدوه بسريتهم، فوقف لهم جدي عثمان وأحد أفراد العقيل من المقصورة يرمونهم يردونهم عن الحاير حتى تقهقروا ورجعوا لابن رشيد في أم خيال، فأرسل لهم مجموعة حاصروهم وطلبوا منهم فتح الباب، فاشترط عليهم جدي عثمان إن هو فتح الباب أن يؤمنوه فيخرج إليهم ولا يدخلون، فخرج إليهم، فكتفوه هو وابن عقيل وأحضروهم لابن رشيد، فحبسهما ليقتلهما لاحقا، ثم إن جدي عثمان نخا وزير ابن رشيد مذكرا إياه بأن ابن عقيل من نفس فخذه وقبيلته شمر، فذهب الوزير لابن رشيد والتمس منه العفو عنهما لأن فيهما شمري، وأيضا قال: لئن قتلتهما وطار خبرهما ليقول الناس: سرية ابن رشيد ردها أعور وشيخ كبير، فتكون مثلبة لك، وكان جدي عثمان كريم العين.
بقلم حفيده: عثمان بن حمد بن عثمان الحقيل

